FORUM OF ARAB PARLIAMENTARIANS ON POPULATION AND DEVELOPMENT

العراق

العراق العراق 

قدر عدد سكان العراق ب39.3 مليون نسمة في عام 2019، مسجلاً معدل نمو بنسبة 2.3 في المئة. يعيش  70.7 في المئة من السكان في المناطق الحضرية، و يشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عاماً 58 في المئة من إجمالي السكان.[1] يبلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 71.7 عامًا لدى الرجال و 75.6 عامًا لدى النساء.[2] ويقدر  معدل وفيات الأمهات ب 79 لكل 100 ألف مولود حي، مقارنة بمعدل أعلى إقليميًا، بلغ 149 لكل 100 ألف مولود حي.[3]

بلغ مؤشر التنمية البشرية لعام 2018 في العراق 0.689، مما يضع البلد في فئة التنمية البشرية المتوسطة- ويضعه في المرتبة 120 من أصل 189 دولة ومنطقة. وتعتبر القيمة التي سجّلها العراق في المؤشر أعلى من المتوسّط الذي سجًلته البلدان ذات التنمية البشرية المتوسطة والبالغ 0.634، وأقل من متوسّط البلدان العربية والبالغ 0.703. عند أخذ عدم المساواة بعين الاعتبار، ينخفض مؤشر التنمية البشرية إلى 0.552، بخسارة تقدّر ب19.8 في المئة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى عدم المساواة في التعليم.[3]

وفقاً لمؤشر السلام العالمي، إحتل العراق المرتبة الخامسة الأقل سلاماً في العالم في عام 2019، وقد تكبد تكلفة اقتصادية للعنف قدرت ب32 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لنفس العام.[4] وقد أثرت النزاعات والتقلبات الإقتصادية التي يتعرض لها العراق منذ العام 2003 على الأوضاع الإنسانية، حيث تشير أحدث التقديرات إلى أنّ 4.1 مليون عراقي بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في عام 2020، في حين لا يزال هناك حوالي 1.4 مليون شخص نازحاً داخلياً، مع ما يزيد عن 50 في المئة منهم نازحون منذ أكثر من أربع سنوات.[5] بحلول نهاية عام 2019، إستضافت العراق أيضاً حوالي 245 ألف لاجئ سوري، معظمهم يعيشون في إقليم كردستان العراق.[6] يعاني اللاجئون من صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية الضرورية، بما في ذلك التعليم والمياه والرعاية الصحية.

كان للنزاع في العراق تأثيرعلى حياة الأطفال، حيث يحتاج حوالي 3.3 مليون طفل إلى المساعدة الإنسانية، ولا يزال أكثر من 658 ألف طفل نازحين داخلياً في العراق، مع خطر عدم حصولهم على فرصة التعليم وفقاً لليونيسف. إضافة إلى ذلك، لا يقل عن 2.3 مليون شخص، من بينهم مليون طفل تحت سن ال18، لديهم احتياجات تتعلق بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، فيما يقدر أن 77 في المئة من السكان في العراق تتوفر لهم فرص الحصول على مياه كافية وآمنة.[7] يحتاج حوالي 324،533 شخص في المخيمات، و 493،050 شخصاً خارج المخيمات، و 1،975،543 عائد إلى العراق إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى إعادة تأهيل أكثر من 350 من مراكز خدمات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات.[8] وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا يتجاوز الإنفاق الحكومي على الصحة نسبة 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الأدنى في المنطقة العربية، مقارنةً بمتوسط ​​العالمي  يبلغ 10.1 في المئة، مما يفسر استحواذ ما ينفقه المواطنون من جيوبهم على الصحة على 58 في المئة من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية، وهي أعلى من المتوسط ​​العالمي البالغ 33.1 في المئة.[9] وعلى هذا الأساس، يضع نظام الرعاية الصحية العراقي، والذي يواجه تحديات كثيرة، البلادإ في وضع أكثر تحدياً يعيق الإستجابة لتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).

يمتلك العراق حوالي 12.2 في المئة من احتياطيات النفط الخام العالمية المثبتة، وهو رابع أكبر احتياطي في العالم، ويصنف على أنه ثاني أكبر مصدر للنفط الخام.[10] في أعقاب الصدمة المزدوجة التي واجهت العراق  من نزاع 2014-2017 والإنخفاض الحاد في أسعار النفط، يواجه البلد مرة أخرى أزمة اجتماعية واقتصادية مصحوبة باضطرابات اجتماعية وسياسية مستمرة. إن التداعيات الإقتصادية لجائحة كورونا، مع الإنخفاض الحاد في الأسعار العالمية للنفط، تهدد الدولة المصدرة للنفط الخام بأزمة اقتصادية غير مسبوقة.

بعد تسجيل انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة -2.4 في المئة في عام 2017 و -0.5 في المئة في عام 2018، وذلك انخفاضاً من 15.1 في المئة في عام 2016، سجل الإقتصاد نمواً بنسبة 3.9 في المئة في عام 2019، حيث حقق النمو زيادة بنسبة 3.7 في المئة في القطاع النفطي و4.3 في المئة في القطاع غير النفطي. ولكن من المتوقع أن يؤثر تفشي فيروس كورونا سلباً على النمو، حيث من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.7 في المئة في عام 2020.[11] ومن المتوقع أن تنخفض عائدات النفط، مصدر الدخل الرئيسي للعراق، والتي تشكل نسبة 35.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019، إلى حوالي النصف لتبلغ 18.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 مع انهيار أسعار النفط في جميع أنحاء العالم.[12] ومع بلوغ سعر برميل النفط 28.4 دولاراً في آذار/مارس 2020، من المتوقع أن يرتفع عجز الميزانية العراقية إلى 22.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020، بعد أن كان قد بلغ 0.7 في المئة في عام 2019، في حين أنه من المتوقع أن يرتفع العجز في الحساب الجاري إلى 21.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن كان قد بلغ 1.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019،[11] بفعل انخفاض قيمة صادرات النفط العراقية بنسبة 26 في المئة في الربع الأول من عام 2020.[12] كما ازداد الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل مطرد من 31 في المئة في عام 2013 إلى الذروة مع بلوغه 64.3 في المئة في عام 2016. وقد أدى الفائض المالي البالغ 7.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018، والمسجل لأول مرة منذ عام 2012، إلى خفض الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 49.3 في المئة، قبل أن يسجل زيادة طفيفة مرة أخرى ويصل إلى 51.1 في المئة في عام 2019.[13]

إن انعدام الإصلاحات التي تعزز الإستثمار في القطاع الخاص، إلى جانب الإضطرابات الإجتماعية والسياسية في العراق، سيتسبب بمزيد من الضغوط على قطاع الخدمات والذي تباطأ إلى 0.9 في المئة في الربع الرابع من عام 2019 بسبب تصاعد الإحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وشملت القطاعات الأكثر تأثراً النقل والتجارة والقطاع المصرفي والسياحة، وهي تمثل 48 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.[12] وسينتج عن ذلك تباطؤ في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي الذي من المتوقع أن ينكمش إلى -9 في المئة في عام 2020.[11]

تأتي جائحة كورونا في وقت يواجه فيه العراق تحديات إنمائية وإنسانية كبرى. لا يزال البلد يعاني من الفقر على الصعيد الوطني، حيث يعيش 18.9 في المئة من السكان تحت خط الفقر الوطني، كما يعاني 8.6 في المئة من الفقر متعدد الأبعاد وفقاً لأحدث تقرير للتنمية البشرية الصادرعن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019.[14] وعلى غرار ذلك، لا تزال بطالة الشباب في العراق تشكل تحدياً مستمراً، حيث قدرت بنحو 25.1 في المئة في عام 2019، وهي تطال الشابات إلى حد كبير مع بلوغ معدل البطالة لديهن 61.6 في المئة.[14] على الرغم من أن النساء العراقيات شغلن 25.2 في المئة من المقاعد البرلمانية في عام 2019[15]، وهي من بين أعلى المعدلات في المنطقة، لا تزال المرأة العراقية تواجه تحديات متعددة الأوجه. ففي عام 2018، أفيد أن 52.7 في المئة من الشابات و 44 في المئة من النساء البالغات فقط ملمات بالقراءة والكتابة[16] ولا يزال الزواج المبكر سائداً، حيث تشير أحدث البيانات المتاحة إلى أن حوالي 27.9 في المئة من النساء (اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة) تزوجن قبل بلوغ 18 عاماً في 2018.[17] ومع بلوغ الفجوة الرقمية بين الجنسين معدل 47 في المائة، وهو الأعلى في المنطقة العربية، يتعين على العراق إن يقطع شوطاً طويلاً لسد فجوة التكنولوجيا الرقمية وغيرها من أشكال التمييز بين الجنسين.[18]

تم تحديث هذه اللمحة العامة في أيار- مايو 2020، مع إعطاء الأولوية لأحدث البيانات  الرسمية التي نشرتها  المكاتب الإحصائية الوطنية و/أو المؤسسات الرسمية.

المصادر:
[1] شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية في الأمانة العامة للأمم المتحدة. 2019. آفاق  التحضر في العالم. [أونلاين] متاحة على: https://population.un.org/wup/  [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[2] الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط العراقية. 2019. [أونلاين] متاح على: 
http://cosit.gov.iq/ar/ [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[3] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 2019. تقرير التنمية البشرية، الدليل العالمي للفقر المتعدد الأبعاد لعام 2019. [أونلاين] متاح على:

http://hdr.undp.org/sites/default/files/mpi_2019_publication.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[4] معهد الإقتصاد والسلام. 2019. 
مؤشر السلام العالمي: قياس السلام في عالم معقد. [أونلاين] متاح على: http://visionofhumanity.org/app/uploads/2019/07/GPI-2019web.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[5] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 2020. خطة الإستجابة الإنسانية في العراق. [أونلاين]. متاحة على:
 https://www.unocha.org/iraq [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[6] مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. 2020. التحديثات العملانية بين الوكالات في العراق. [أونلاين]. متاحة على: 
https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/73642.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[7] منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2020. [أونلاين]. متاحة على: 
https://www.unicef.org/appeals/files/Iraq_Humanitarian_Situation_Report_End_of_Year_2019.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[8] مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 2020. لمحة عامة عن الإحتياجات الإنسانية في العراق. [أونلاين]. متاحة على: 
https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/iraq_hno_2020.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 27 نيسان/إبريل 2020].
[9] منظمة ااصحة العالمية. نيسان/إبريل 2020. [أونلاين]. متاحة على: 
https://www.who.int/data/gho [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[10] منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك). 2019. النشرة الإحصائية السنوية. [أونلاين]. متاحة على: 
https://asb.opec.org/ [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[11] صندوق النقد الدولي. نيسان/إبريل 2020. قاعدة بيانات التوقعات الإقتصادية العالمية. [أونلاين] متاحة على: 
https://www.imf.org/external/pubs/ft/weo/2020/01/weodata/index.aspx [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[12] البنك الدولي. 2020. 
المرصد الإقتصادي للعراق: الإبحار في عاصفة عاتية (مرة أخرى)[أونلاين] متاحة على: http://documents.worldbank.org/curated/en/446201588465646751/pdf/Iraq-Economic-Monitor-Navigating-the-Perfect-Storm-Redux.pdf [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[13] صندوق النقد الدولي. نيسان/إبريل 2020. قاعدة بيانات التوقعات الإقتصادية العالمية. [أونلاين] متاحة على: 
https://www.imf.org/external/pubs/ft/weo/2020/01/weodata/index.aspx [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020].
[14] منظمة العمل الدولية. 2020. قاعدة بيانات إحصاءات منظمة العمل الدولية، تقديرات منظمة العمل الدولية، تشرين الثاني/نوفمبر 2019. [أونلاين
] متاحة على: https://ilostat.ilo.org/data/excel-tools/ [تم الدخول إلى الموقع في 31 أيار/مايو 2020]
[15] البنك الدولي، قاعدة بيانات أهداف التنمية المستدامة. 2019. [أونلاين
] متاحة على: https://datacatalog.worldbank.org/dataset/sustainable-development-goals [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[16] معهد اليونسكو للإحصاء. 2019. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). [أونلاين] متاح على: 
http://data.uis.unesco.org/ [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[17] قاعدة البيانات العالمية لأهداف التنمية المستدامة. 2019. شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة. 
[أونلاين] متاحة على: https://unstats.un.org/sdgs/indicators/database/ [تم الدخول إلى الموقع في 23 نيسان/إبريل 2020].
[18] الإتحاد الدولي للإتصالات. 2020. [أونلاين] متاح على: https://www.itu.int/en/ITU-D/Statistics/Pages/stat/default.aspx [تم الدخول إلى الموقع في 27 نيسان/إبريل 2020].